آآآآه ياولدي
آآآآه ياولدي
بكت وهي تشتكي له .......رجته إيصالها إلى المستشفى رجاء يتخلله دعاء صادق من أعماق أحشائها الحنونه... !
أشار إليها بوجهه الذي تتخلله خطوط الصرامة والغضب :هيا... هيا !!.....
جلس خلف مقود السياره وهو يتضجر ويزمجر ....... كل يوم ..مستشفى ........ لقد تاخرة عن موعدي ......وبجو خانق أخرجه بنفثات ضبابيه كريه من الدخان الكثيف قاد السيارة بسرعة جنونيه .......... وفجاة توقف !!!1
وقال :تفضلي هذا المستشفى ؛هناك قادها وأجلسها على كرسي مرصوص بجانبيه عدد من نوعه... ودس في يدها ورقة من فئة الخمسين ريالأ وكارتا يخص إحدى المؤسسات ..... و أخبرها بأن هذا الكارت هو رقم دخولها العيادة!!!!!!........
وماعليها سوى الانتظار حتى ينادى على اسمها .....
وانطلق كالريح العاتية ينهب الأرض نهبا.....
ولكن الى أين ؟؟؟؟؟.
مضى الوقت ثقيلا على هذه السنة البائسة ،وعقارب الساعة تمضي ثوانيها باضطراد لا تعلم عن لحظات الجحود في حياتها ،، وهي تسير نحو غد غامض ليس له وضوح .........
قاتم يساوى بدرجة نظرها الضعيف ،فهي لا تكاد ترى غير الابواب موصدة فهمت منه أنها العيادات المتخصصة !!!...
وطال الأمل في نفسها ،فلم يناد علي اسمها بعد !!!!!..
والليل طويل ومالبثت الحركة أن سكنت وهدأ الضجيج وتلفتت لعلها تجد من تكلمه ..لكن لا أحد فالكل ذهب !!..
وفي تمام الثانية عشرة ليلا دارت الأفكار في رأسها .... ربما ......وربما .......... ولم يفقها إلا صوت امرأة تنادي عليها
ياخالة ....ياخالة،........
تبدد السكون في أذنيها ونطقت من ؟....
ـ هل جاء دوري ياابنتي ؟...
ـ فردد ت المنادية :أي دور ؟....
ـ دوري ،فأنا أراجع عيادة السكر !..
وصعقت الرأة لما سمعت ،استفسرت منها وعرفت أن ابنها قد أوصلها إلى المستشفى ،وهي تنتظر دورها الذي طال !.
صمتت محدثُتها برهة ثم ،وبنوع من الحيلة استطاعت إقناعها بأن الدكتور ذهب في حالة عاجلة ،ولن يحضر قبل غد...
ورجتها بأن تأتي معها ؛لتتصل بابنها !!.....
وافقت العجوز بصعوبة وذهبت معها .
لم يستقر بها المقام في منزل هذه المحسنة حتى أخبرتها بالحقيقة وأن ابنها قد وضعها في إحدى الأسواق التجارية وأن الأبواب التي رأتها ماهي إلامحلات تجارية وطلبت رقم هاتفه واسمه .........
صعقت العجوز لما سمعت ... وبنحيب يتفطر له القلب رفضت اعطاءها أي معلومات عنه !!!.....
مضى أسبوعان على وجودها عند هذه العائلة الكريمة..... ولكنها بدأت تشعر بثقلها على هذه الأسرة الصغيرة فطلبت منهم مشكورين إيصالها إلى دار المسنين ....
تم لها ماأرادت وصارت إحدى نزيلات الدار ،وكانت هذه المحسنة تزورها كل ثلاثة أيام وتؤنسها !!!!.....
وبعد عدة أسابيع من إقامتها في هذه الدار ذهبت كالعادة ولكن !.
لم تجدها بل وجدت سريرها خاليا ....!
سألت عنها فأخبروها بأنها توفيت أمس ،وهي تطبق ين أناملها على مبلغ الخمسين ريالا والكارت بشدة !!.
بكت وتأملت حالتها ،فعرفت بأن لبعض الجروح آلاما لا يمكن أن تسكن ،خاصة ممن سكنوا القلوب ،فلم تتحمل المعاناة،
وفضلت الرحيل بصمت!!!!!!!!!!...نقلت لكم من كتاب البكاء بصمت للكاتبه شموع الزويهري
ردودكم