موضوع: المقامة البصراوية السبت أكتوبر 23, 2010 12:37 pm
" بسم فالق النوى "
" يقولُ سالفُ الكُتابِ ؛ إن فنَ المقامات يجتاحُ عذبَ الشعرِ في بعضِ الأحيانْ "
ْ~ المـقامـة البصـراويـةَ ~ْ
كانَ لنا في البصرهْ قـذراً ذا مـذرهْ يُقيمُ في الزبل والقذارَهْ وكانَ يحكي الصدقَ مَرَهْ ويَقذفُ في الدجىَ تارهْ كشيطانٍ ملقٍ وغىَ عَنانهْ على إمرءٍ بغىَ افتتانهْ .
وبعدما ظبطَ القذرُ من حِيْلَتِهِ أتى مجلسَ الشيوخِ بِحُلَتهِ ليطوِيَ الأمرَ على السادهْ ويَجمعَ المالَ ويجني السيادهْ بأمرٍ خططهُ في الليـلْ والهدفُ منهُ النَيْـلْ.
وبعد أن ثبتَ على عَمودِ الثقةِ والوفاءْ وبعدما استوى على منبرِ الخطباءْ راحَ القذرُ لِيُلقي الخطابَ رحبـوا به وفتحوا لهُ البـابَ وبدا في تلوِ الحيلهْ بقصدِ النيلهْ ؛ أنا رسولُ ُ من دهقة أتيتُ ومعي صفقهْ هتوا مالكم أبني لكُم ولا تبخلوا إنهُ مسجدُ وفيهِ الركعُ والسَجْدُ وفيه النسكُ والعبدُ .
وبعدما اقتنعَ النفرُ وتأثروا أبشروا بالرسولِ وافتخروا وسلموا لهُ الأمرَ ولم يعوا بأن هذا غدْرَ أعطو كل ما في الصندوقْ إلى الإمرءِ الزاعِمِ أنهُ صَدُوْقْ .
وفي الليل والناسُ نيامْ وفي عقولهِم مُبتغى من ذاكَ الغُلامْ شدٌَ رحالهُ لرحيلْ وكيسهُ بالثقلِ يَميِلْ وجيبهُ منتفخُ ُ عامرْ وقبهُ مليئُ ُ غامِرْ ليخلعَ من بلادِ البصرةِ والمجلِسِ وهوَ غنيُ الحالِ والفَلْسِ ليسمعَ في اليومِ الثانِي من غلامٍ هَمذانِي ؛ بأن سلطانَ مَجلسِ البصرةِ انتحرْ بحيلةِ طامعٍ اِختارهُ القدرْ .