في ذلك اليــــوم....أخذ الجيمس يأدي عمله كعادته بكل نشاط والأبتسامه لا تفارق شفتيــــه في مطعم السيــــد مصطفى........وبعد فترةٍ بسيطةٍ سمع صوت أوراق الصحف ترمى على الطاوله الاماميه والسيد مصطفى يقول بكل اسف
"لقد مــــــــــــــاتت الرحمــــــــــــــة"
(الرحمـــــــــــــه).....هذه الكلمة قد اوقفت جيمس عن عمله وجعلته يفكر فيها ....وبعد فترةٍ من الصمت ....نقل جيمس انظاره من أوراق الصحف الى السيــــد مصطفى قائلا:
"مابك"
"انظر لهذه الصور المطبوعه بصحيفة اليــــــوم انظر لهؤلاء الأوغاد كيـــــف يعاملووووون اخواننا في فلسطين....أنظر.....لقد ماتت الرحمة في قلوبهم"
مسك جيمس الصحيفه وتأمل فيها قليل ....ثم قال بصوتٍ متردد ومتقطع....
"سيد مصطفى"
"نعم يا بني"
"ما ...ما معنى كلمة رحمة"
نقــــل مصطفى أنظاره الى عيني جيمـــس بأندهاش من سؤاله المفاجأ ...وكان يحاول ان يقرأ السبب الذي جعل جيمس يطرح هذا السؤال....ولكن عيني جيمس كانت مليئه بالغموض ....فلم يستطع سيد مصطفى ان يستنتج اي شيء وسط هذا الغموض.....ثم تنهد وقال:
"الرحمـــة ...يالها من كلمةٍ صغيرةٍ يا بني ...كلمة لا تأخذ مســـــاحةٍ واسعةٍ في صفحات الأوراق ...ولكن لو تعمقت وبحثت في معناها ....ستعرف أنها أكبـــــر وأوسع من هذا الكــــــون الذي نعيش فيه نحن البشــــر ...رحمة....أسم من اسماء الله الحسنـــــــــى ...الله لا إله إلا هو ....الرحمن الرحيـــــم .....الله من زرع الرحمـــــة بقلوب البشـــــر ...لكي نعيش بســــــــــلام وأمان ....ولكن البشــــر هم من نزعوا هذه الرحمة من قلوبهم ....هم من مزقوها وحولوها إلى اجزاءٍ صغيرةٍ تتطايـــــــر مع ريـــــاح القســـــوة.....فلو امتلكوا ذرة رحمة في قلوبهم ....لما حصل ما حصل الآن مع اخواننا في غزه ....لما أصبح الفقر والجوع منتشريـــــن بين فئة .....وفئة اخرى تشــــرب الماء بكأسٍ من ذهـــــــب .....أن الرحمــــة يا بني قد أصحت عملةً نادره في زمن النفــــــــاق والخداع ....لن تجدها عند اي شخص ســــــواء مسلم ....نصراني أو يهودي .....إن كنت تبحث عن الرحمـــــة في زمــــنٍ قد مـــــــــاتت الرحمـــــــــة .....فمد يديك ليلاً وأطلب المغفرة والرحمــــــــــــة من الله ....وأطلب منهم أن يرحم المسلميـــــــن احياء منهم وأموات .....برحمته ....أنه أرحم الراحميــــــــن ."
"