القطط الجميلات !!
كمال عارف " كاميو "
أحد أسماء ناقد شمس الدين
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف © 2003 - 2010
ــــــــــــــــــــ؛ k ؛ــــــــــــــــــــــ
أحسست بأني جائع .. مددت يداي أتفقد ما معي من نقود .. كانت قليلة ، ولكنها ستكفيني . هكذا حدثت نفسي ..
و سرت كأنى منومَا ......
إقتربت من أحد المطاعم الشعبية .. قرأت قائمة الأسعار . إطمأننت .. ولكني خشيت من المفاجآت ، فسألت النادل عن تكاليف وجبتي وكأنني ألزمه حتى لا يبالغ في الحساب كما يفعلون مع الغرباء !!
إطمأننت أن ما معي يكفيني أيضا لأحتسي الشاي وأدخن الشيشة بمقهى الفيشاوي الشهير بحي الحسين القاهري ، وذلك بعدما أنتهي من تناول طعامي ..
رُصت أمامي أطباق السلطة التي أدمعت عيني من رائحة الشطة والبصل التي تفوح منها ، وسرعان ما عجت المائدة الخشبية بأطباق الأرز وقطع الدجاج ( الفروج ) المقلي ، ودورق قديم من الألمنيوم المتعرج نضح معدنه بقطرات المياه المثلجة المغبشة ، وبضع زجاجات بها سوائل حمراء لم اعرف محتواها ، إلا عندما مددت أصبعي على حافتها لأتذوقها ، فربما كان عصير الفراولة الذي لم أطلبه فيزيد في فاتورة الحساب !!
وما أن لمس لساني هذا السائل الأحمر حتى أحسست بأن حريقاً هائلاً شب في حلقي !!
أطفأت النار ببضع جرعات من المياه المثلجة ، فإنتقل الحريق من حلقي إلى جوفي !!
وما إن بدأت في إلتهام طعامي حتى أحسست بشئ طري دافئ يقفز من الأرض إلى حِجـْري ( أعلى فخذاي ) .
إنتفضت في هلع !!
ولكنني إكتشفت ان ما أفزعني لم يكن إلا هـِرّة صغيرة جميلة بيضاء الشعر خضراء العينين !!
وما إن هممت بطردها ، حتى وجدتها تنظر إلَـيْ ( بعينيها الجميلتين الخضراويين ) ، وبدت منها نظرة حانية من التوسل وكأنها تطالب أن أدعها في مكانها !!
ففعلت صاغرًا و مضطرًا !! ..
ألقيت لها على الأرض ببعض القطع الصغيرة من الدجاج علها تفارقني ، فرمقتها بنظرة سريعة خاطفة ، ثم عادت لسكونها بعد أن وضعت رأسها الصغير على يديها الممدودتين ، وأغلقت عيناها الجميلة نصف غلقة ، وكأنها تستأذني في النوم ، فهي على ما يبدو ليست جائعة طعام ، وإنما جوعي للحنان الذي ربما إفتقدته في هذا الحي العتيق !!
مسْحت على رأسها بحنان ، فإطمأنت وأغلقت عيناها ، وراحت في سبات عميق ، ورحت أنا أكمل وجبتي بعدما أكثرت من هذا السائل الأحمر اللعين اللذيذ !!
وفجأة ......
قفزت القطة قفزة طائرة أطاحت بدورق المياه المثلج الذي إنسكب ببرودته على نفس الموضع التي كانت تنام عليه وتدفئه !!
إنتفضت مذعورا !!
*
*
*
وجدت نفسي على فراشي في حجرتي ، ويبدو أننى وأنا أحلم ضربت دورق المياه الزجاجي الذي بجوار الفراش ، فإنسكب على وجههي وبعض من جسدي !!
وجدت المائدة الذهبية ذات العجل الذهبي مازالت بجوار فراشي وعليها العشاء كما هو !!
وعلى الفور تذكرت ما حدث ليلة أمس ....
*
*
*
فأمس قد أغضبت زوجتي الجميلة !!
فبعدما وضعت هى الطعام على المائدة بجوار فراشي كما أحب أن أفعل احياناً ، وما إن بدأنا في العشاء ، قالت بتوسل :
ـ ممكن أطلب منك طلب ، ولكني مكسوفة !!
ـ ماذا بك ؟!
ـ أريد تغيير موديل سيارتي !!
تركت الطعام ثائراً ، إنها لا تدرك حجم العناء الذي يعانيه رجل الأعمال ، وهو إن كان يعيش في ثراء ؛ إلا أن معظم السيولة المالية تبتلعها رسوم التأمين الإبتدائى للمناقصات والمزادات والإكراميات ، وامرتها بالإنتظار حتى ترسو بعض المناقصات على مكتبنا ..
إلا أنها قفزت من مقعدها باكية ، وإرتمت بجواري على الفراش ، وأدارت ظهرها لي إمعانا في الغضب !!
*
*
*
تذكرت كل هذا ، فنظرت لزوجتي النائمة بجواري ، وجدتها ما زالت على وضعها ، مصوبة ظهرها لي وكأنها لافتة من لافتات الاعتراض و الغضب !!
تذكرت على الفور حـُلم الهرة التي لم تكن تبغي إلا الحنان ..
*
*
*
مددت يدي أتحسس خصلات شعرها ، فعدّلت من نومتها ، واقتربت مني وتلاصقت ، وفتحت عيناها ( الخضراويان الجميلتان ) ناظرة لي بنظرة حانية لا تخفي التوسل لكي أحقق رغبتها !!
مسحت على رأسها بحنان ، فإطمأنت وأغلقت عيناها ، وعانقتني .. ثم راحت في سبات عميق !!
* إنتهت *