مطلقة وخائفة من شيء ما
عندما تدافع المرأة عن كرامتها، وتحاول الخروج من دائرة العذاب الذي تعيشه مع زوج لا يحترم أدنى
حقوقها،وتطلب الطلاق، هل يمكن أن نلومها على ذلك؟
قصة من الواقع
سيدة تروي قصة طلاقها
لا أستطيع البوح بمكنون قلبي لأي إنسان، ولا حتى لوالدتي التي ربتني وسهرت عليّ خشية أن أسبب لها الألم والحزن وخشية أن أرى دموعها. لكنني أيضاً لا أستطيع الكتمان وتحمل
الحسرة التي تملأ قلبي نتيجته أكثر من ذلك.
أتممت عامي الثالث والعشرين منذ عدة أيام، وانا للأسف على الرغم من عمري الصغير امراة مطلقة. وما أدراك ما قسوة لفظ مطلقة عندما يطلق على فتاة حديثة السن، وتوجه إليها سهام الاتهام
وأحياناً نظرات الشفقة والحزن. لكل ذلك قررت أن أتحدث وأن اخرج ما في نفسي حتى لا انفجر من الألم.
شاء الله تعالى أن اتزوج انسانا تصورت يوماً أنه نعم الزوج، فقد كان على مدار عامين، هما فترة تعارفنا، لا يبخل عليّ بالحديث الرقيق، ويعدني بالسعادة الأبدية والحب والحنان اللانهائيين،
ويرسم لي صوراً من حياتنا المستقبلية مملوءة بالسعادة والحب والاستقرار.
لكن بعد ان تم الزواج اكتشفت حقيقته وجدته إنسانا لا يقوى إلا على الكلام فقط، فقد كان تابعا لوالده لا يخفي عنه لا شاردة ولا واردة في حياتنا السرية، ويخبره حتى عن أدق خصوصياتنا وغرفة نومنا!
لقد وجدت أن زوجي لا يعيش إلا لنفسه فقط، ولديه قدرة خارقة على التظاهر بما ليس من شيمه.. وعدني بالحب والاحترام والحنان ولم اجد منه سوى الألم والكذب ودمعاً ذرفته بداية منذ اليوم
الأول لزواجنا، وعلى ثوب زفافي الأبيض الذي لم أفرح به كثيراً.
لن اكذب وأقول انه كان يقسو عليّ بالضرب مثلاً، لا انما كان يجرحني بالإهمال ويقتلني بالكذب عليّ دائما في كل شيء. كل هذا وكنت على استعداد لأن أصلح من عيوبه لأنني أيضاً بي عيوب،
لكنني اكتشفت أيضا بعد الزواج أنه لا ينجب، وللأسف الشديد كان يعلم هذا الشيء أثناء علاقتنا وقبل زواجنا ولم يصرح لي به. كان يعلم جيداً بان العيب الخلقي الذي يعاني منه هو
عيب وراثي منتشر في العائلة، لكن عائلته تكتمت على الخبر.
وليس هذا فقط فقد عانيت كثيراً مع اهل زوجي بسبب إجباري على الذهاب الى طبيبة نساء لمعرفة سبب تأخر الحمل واجراء فحوصات وتحاليل وتناول منشطات وأدوية لا حصر لها. وعندما طلبت
مني الطبيبة اخضاع زوجي للفحوصات والتحاليل هو الآخر، حدثت بيننا مشاجرة عنيفة صارحني بعدها بالحقيقة. دارت بي الدنيا وطالبت زوجي بالطلاق وأصررت عليه،
ولم يكن مر على زواجنا سوى عام واحد.
ساندني والدي وتعاطفت معي والدتي بعد أن قصصت عليهما ما حدث، وأبلغتهما باعتراف زوجي بعدم قدرته على الإنجاب، حتى أنني حكيت لهما عن الجانب المظلم في حياة طليقي،
فقد كان شديد البخل عليّ، يتحدث عن عائلتي بطريقة سيئة.
بكيت في احضان والديّ كثيراً حتى انهما أصرا على انفصالي عن زوجي. من داخلي كنت أشعر بأن ما سأفعله هو الصواب، لكنني كنت خائفة ولا اعرف سبب شعوري هذا: هل هو خوف من
ضميري لأنني تركت زوجي بعدما علمت بعدم قدرته على الإنجاب؟ أم خوف من المجهول؟ أم من كلمة مطلقة؟ أم من نظرة الناس لي كمطلقة في هذا العمر.
والمشكلة الأكبر خوفي لأنه تولد بداخلي شعور بأن الحب لم يعد موجودا في الحياة.
إنني خائفة من أن اكمل حياتي بلا زواج.. خائفة مما هو آت. حياتي العملية مستقرة والحمد لله، لكنني اعلم نظرة المجتمع الى المطلقة وهذا ما يقتلني ويبث في قلبي الخوف والرعب.
لقد دافعت عن حريتي وكرامتي وعن حقي في الحياة بان اكون أمًّا ويكون لي طفل يدخل البهجة في حياتي لذلك طلبت الطلاق وحصلت عليه غير آسفة..
تحياتي
................................