مهما كثرت الذنوب و تعددت الأخطاء
فإن باب التوبة يبقى مفتوحا دوما مادام للعمر بقية
كثيرا ما نذنب لكن الضمير يستيقظ ليؤنبنا
فنعود لتلمس رضا الله و هذا الضمير من فضل الله تعالى علينا
لذلك فلنحاول الإستجابة له دوما , و حتى قبل أن نخطىء
و لكن ...كيف نعصي الله و نعود إليه ثم نقوم بنفس الأمر و نعود للتوبة إليه ؟
لنتخيل أننا خالفنا أوامر إنسان ما و اعتذرنا , ثم خالفناها ثانية و اعتذرنا و ثالثة و رابعة..
هل سيسامحنا ؟
ممكن في المرة الأولى و الثانية ... و لكن سرعان ما يضع حدا لذلك
إن هذا فضل كبير من الله تعالى علينا فرحمته و سعت كل شيء
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه) رواه البخاري. وفي رواية له: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار).
ورواه مسلم بلفظ: (إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة).
قال الله تعالى : (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم - ومن يغفرالذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون).
صحيح أن الله فتح باب التوبة , و لكن نيل المغفرة تتطلب قلبا صادق بحق .
و لذلك فلنسارع للتوبة و طلب المغفرة من الله بقلب صادق طاهر , يملأه الندم و تحدوه عزيمة على البقاء بين يديه .
قبل أن يأتي يوم تندم فيه النفس على ما ضيعت و تتمنى لو تعود للحياة , فقط للحظات لتملأها بالعبادة و العمل الصالح , فكل يوم نحيا فيه هو نعمة من الله علينا لذلك فلنقضه بما يرضي الله و يزيد من حسناتنا في الآخرة .
وفقنا الله لما فيه الخير
اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم
و اعف عنا إن نسينا أو أخطأنا و كل المسلمين.