مـن الذي يقرأ ومن الذي يسمع ؟؟
( هذا المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
شتات ومحاور .. وخلافات بمقدار تعدادنا .. والشجرة أصبحت ليست بأصل واحد يحمل الفروع .. ولكن أصبحت الأصول أكثر من الفروع .. وكل أصل يرى النفس ولا يرى الغير .. ذلك يطبل ويدعي أن الزمان لم يلد مثل ذلك القائد من قبل .. وان كنوز الرخاء أتت تحت أقدامه .. وأن الحياة أصبحت أكثر حلاوة .. والمسيرة أصبحت أكثر تقدماً ونماءً وأمناً .. فيرد عليه الخصم قائلاً بأن الأيام لم تلد من قبل حالاً من البؤس والفقر والقحط والجدب والضياع والغلاء والفساد والتسلط والإرهاب كما يحدث في عهد ذلك القائد .. وكل جانب يصر على معتقداته ويكافح من أجل دعم موقفه .. تلك هي الصورة السائدة اليوم في معظم بل جل الدول العربية .. ونحن قد خرجنا من منطق الوحدة والتفاكر والتدارس .. وبعدنا من تحكيم العقول بالبحث عن الايجابيات والسلبيات في هدوء ودون تعصب .. ونسينا أن الحياة لا يمكن أن تكون كلها ايجابيات أو تكون كلها سلبيات .. فالسلبيات واردة والايجابيات واردة .. والأمم المتحضرة هي التي تعالج السلبيات وتجتهد في المزيد من الايجابيات .. في جو من التفاهم والتعاضد .. ودون التطرف في المواقف أو التعصب للجوانب .. والهدف في النهاية المصلحة العليا للمجتمع .. ولكن الصورة اليوم مغايرة وفي نفس الوقت كالحة للغاية .. فالذي هو داخل البيت ويمسك الزمام لا يريد آخرا غيره في المكان .. بل يرى ذلك الآخر هو خصم وعدو لدود .. والذي هو خارج البيت يرى نفسه مهضوم الحقوق ومسلوب الإرادة .. ويرى نفسه يعيش في هامش الحياة .. فيتهمنا البعض بأننا أمة تفقد روح الديمقراطية .. وأننا أمة لم تمارس الديمقراطية الصحيحة في يوم من الأيام .. فهل نحن حقاً كذلك ؟؟ .. أم أن الظروف العالمية التي تمر بها الأمة العربية في السنوات الستين الماضية أكسبتنا نوعاً من أمراض التعصب في كل مجالات حياتنا .. فنحن مع بعضنا أشد عداوة من أعداءنا .. والعداوة والتناحر يبدأ بين الدول العربية نفسها .. وهي تعيش نوعاً من المحاور والمعسكرات .. ثم إذا نزلنا درجة نجد العداوة تكون بين أصحاب السلطة الواحدة نفسها .. أهل الكرسي أنفسهم .. فتكون هناك مراكز قوة ومحاور وقطبيات .. ثم بعد ذلك تكون العداوة الكبرى بين السلطات والمعارضة .. وحتى في جانب المعارضة عادة تكون هناك فرقاء وجماعات .. ففي المعارضة جهات وجهات .. وعداوات وعداوات .. فنحن أمة مفطومة على الخلافات في كل زاوية من حياتنا .. والكل يقرأ ولا أحد يسمع .. فنسأل الله العلي القدير أن يمسك بيد هذه الأمة ويخرجها إلى بر الأمان والسلام . ( هذا المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( هذا المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )