مُشِإركِتيَ ≈ : 589 عُمـرﮯ ≈ : 27 أنِإ منِ ≈ : ام الدنيا
موضوع: لقطة من حياة مصطفى العزاوى الأربعاء يونيو 09, 2010 11:37 pm
انعكست البيئة التي عاشها المنشدان الإسلاميان الشقيقان محمد ومصطفى العزاوي على حياتهما ومواهبهما. وتأثر محمد ومصطفى بأبيهما إمام المسجد في محافظة ديالى بالعراق.
يقول الشقيق الأكبر محمد ، لقب بـ"استاذ المقامات العراقية" ودرس الشريعة الإسلامية في جامعة بغداد ويحضر لشهادة الماجستير في التخصص ذاته إن احترافه هذا الفن منذ 1998 ، بعد أن كان إماماً لمسجد في العراق والإمارات، جاء بدافع من تصميمه على النهوض بالفن العراقي من جانب آخر وسعيهِ لتقديم رسالته في مجال الفن الإسلامي. وعزا سبب تراجع النشيد الإسلامي العراقي عبر سنين الى "إهمال الإعلام لهذا الفن وتركيزهِ على جوانب أخرى وظروف سياسية مرّ بها العراق على مدار عشرات السنين".
ويشير الى الفنانين العراقيين في مجال المقامات كأمثال القبنجي ويوسف عمار وغيرهما، بالإضافة الى حافظ القرآن العراقي خليل إسماعيل.
ولم يأت إطلاق لقب "أستاذ المنشدين" على محمد العزاوي عابراً، إذ أثبت من خلال مواصلتهِ أداء النشيد الإسلامي انه يستحق اللقب بجدارة، فمن خلال عملهِ حالياً في قناة "المجد" مساعداً لمدير عام قناة "شدا" الإنشادية ومقدماً لعدة برامج متخصصة في النشيد الإسلامي، كان يقدم للمشاهدين فقرات تتحدث عن فن المقامات العراقية وتصنيفها، فيما يعمل مصطفى مدير انتاج صوتي ومهندس صوت في المحطة نفسها.
ويلفت مصطفى إلى أن قوانين كانت تطبق في السابق كانت تمنع ترخيص مثل تلك الأناشيد وتداولها وإقتصارها على المناقب النبوية أو في الدعوات في الحفلات والمهرجانات الرسمية. ومصطفى عضو في فرقة المودة للنشيد الإسلامي في الأردن، في حين انه كان أحد أبرز المنشدين في فرقة البشائر العراقية للنشيد الإسلامي وشارك من خلالها في عشرات الحفلات في عدة مناسبات رسمية أو من خلال حفلات أعراس أخذت الطابع الشرعي.
وكانت إقامة محمد في الإمارات منذ العام 1998 سبباً في توسيع الأفق أمامه وإنطلاقهِ بالنشيد الإسلامي في دول الخليج العربي التي تعد من أكثر الدول التي تحوي مستمعين لمثل تلك الفنون، إذ شارك بالعديد من المهرجانات الإنشادية مثل مهرجان جدة والشارقة وغيرهما، وكانت سببا في تعرف الجمهور على "محمد العزاوي العراقي"، كما يوضح. ويفيد مصطفى بأنه تعلم التجويد القرآني والمقامات على يد اخيه محمد الذي كان يعمد الى إصطحابه الى الحفلات الدينية، ما حدا به الى السير على نهج اخيه الذي يصفه بمثابة "أب".
ومع وضوح الطريق أمام محمد الذي يعرف ايضاً بمنشد الرافدين وشقيقة مصطفى الذي يشق طريقه في الأردن بقوة في مجال النشيد الإسلامي الهادف والشامل، إلا أن لعنة الحصار ماتزال تلاحقهما. ويشير محمد الى ذلك بقولهِ "أتلقى عشرات الدعوات من الدول العربية والأوروبية للمشاركة في مهرجانات إنشادية إلا أنني لا أستطيع التنقل بين الدول لمجرد أني أحمل جواز سفر عراقيا" وكذلك الحال بالنسبة لمصطفى.
لكن ذلك لم يمنع منشدي الرافدين من المضي والتصميم على نشر أناشيدهما. ويبين محمد أن المعرفة والدراية العالية بفن المقامات العرقية يزيد من مخزون المنشد النغمي والموسيقي .
ويرى أن المقامات الرئيسية المتفق عليها بين الموسيقيين والمنشدين على حدٍ سواء جمعت في كلمتين هما "صنع بسحر"، وتقسم الى مقام صبا ونهاوند، عجم، بيات، سيكا، حجاز ومقام رست، ولكل منها نوع غنائي معين كأن يستخدم مقام صبا في القصائد الحزينة ونهاوند للأمل. بيد أن أشهر المقامات التي اشتهرت بين الفنانين مقام الكرد.
ويشير محمد الى أن المنشد المتمكن يعرف كيف يوازن بين كلمات النشيد وطريقة الأداء واللحن، بما يشبه القراءة التصويرية للقصيدة.
وتغنى الأخوان محمد ومصطفى بالقضايا التي تمس الجانب الإنساني للمستمع الذي تشده كلمات ممزوجة بالحب الإلهي والنبوي والأخوي.
ويصف مصطفى الحاصل على ماجستير في الشريعة الإسلامية ان النشيد الإسلامي لا يعني الاقتصار على الجانب الديني فقط، بل جاء ليشمل مختلف نواحي الحياة، وهو ما لمسه المنشدون في الآونة الأخيرة. ويزيد محمد أن النشيد يهدف الى ان يكون أسلوبا دعويا وهادفا وسلسا لكل شخص.
ومحمد صاحب أنشودة "دمانا فداك وأبناؤنا" التي لاقت رواجاً خلال الفترة القليلة الماضية وتحدث فيها عن الرسول محمد عليه السلام بعد حادثة الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة لشخصه. وانتشرت الأغنية بشكل واسع وفي مختلف الدول العربية والإسلامية، وصورت بطريقة الفيديو كليب بإسلوب يتناسب وموضوع النشيد.
وحول إستخدام الموسيقى في الأناشيد الإسلامية يؤكد الشقيقان بشكل قاطع لن "ندخل الآلات الموسيقية الى أناشيدنا". ويوضحان بأنه "لا يليق بإمام مسجد وقارئ قرآن إستخدام الموسيقى في النشيد الإسلامي".
وأصدر محمد منفرداً ثلاثة إلبومات "امنية العمر" و"الارتقاء" و"مع الله". وهو بصدد تسجيل إلبوم جديد عنوانه "نسيم القرب".
وأصدر مصطفى الحاصل على جائزة اجمل أداء وعمل متكامل في العام 2000 في مهرجان الموصل البوما مشتركا مع فرقة البشائر وتفرد بألبوم "إبتهالات ودموع" وصور منها نشيد "يا إلهي". ويطمح مصطفى من خلال إقامتهِ في الأردن الى إصدار العديد من الإلبومات والمشاركة في المهرجانات العربية والمحلية